آمال / تمام يا أهرام
[SIZE=+0]جريدة الأهرام، إحدى الصحف القومية (اسم الدلع للصحف الحكومية)، هي التي أنجبت نظرية «كله تمام يا افندم»، وغذّتها بالحليب والقمح، قبل أن تعلّمها في مدارس أجنبية! تخيلوا، هذه الجريدة تنتقد الديموقراطية الكويتية... هاهاها.
الزميل رئيس تحرير جريدة الأهرام أو الموظف الذي تم تعيينه مسؤولا عن جريدة الأهرام السيد أسامة سرايا كان قبل ذلك رئيس تحرير مطبوعة «الأهرام العربي»، وبسببه حصلت على أسوأ مطبوعة تابعة للأهرام (بحسب إحصائيات الأهرام ذاتها)، ومع ذلك تم تعيينه قبل نحو سنتين رئيسا لتحرير «الأهرام» خلفا لإبراهيم نافع الذي سيطر على قرار «الأهرام» لمدة ربع قرن بالتمام والرفاه والبنين، وهذا ما جعلني أرفع يدي بالدعاء حينها: «اللهم أحيني لأشهد تعاقب ثلاثة رؤساء تحرير على جريدة الأهرام»، 75 سنة؟ مش بطالة.
جريدة الأهرام «الحرة المستقلة» كتبت: «الكويتيون بمختلف توجهاتهم بدأوا يتذمرون من مجلس الأمة»، وليتها اكتفت بالحديث باسم «الكويتيين بمختلف توجهاتهم»، دون أن تكمل افتراءها وتتهمنا أيضا «بالتذمر من الديموقراطية برمتها»! راحت «الأهرام» وجاءت وشرقت وغرّبت إلى أن كشفت عن سر هذا النقد دون أن تعلم، إذ ركّزت هجومها على التكتل الشعبي واتهمته بأنه «السبب في تصعيد الأزمات، ليتمكن رئيسه أحمد السعدون من استعادة كرسي الرئاسة»! الله أكبر، والعزة للمسلمين، ما هذه الدرر يا زميلنا الموظف؟
أنا متأكد بأن الزميل سرايا باشا لم يقبض ثمنا لهذا الموضوع المربح من بعض المتنفذين الكويتيين الساعين لنشر هذه الصورة عن ديموقراطيتنا عربيا وعالميا، ليتسنى لهم نسف رغبات الشعب والانفراد بالسلطة، لتخلو لهم الساحة حينها ويصدروا صحفا «قومية» ويأتوا برؤساء تحرير بمستوى «سرايا» يجلسون على المكاتب وأمامهم تسعة هواتف ساخنة مكتوب على أولها «هاتف سيدي الوزير الفلاني» وعلى الثاني «هاتف سيدي الوزير العلاني» وعلى الثالث «هاتف سيدتي حرم سيدي الوزير الفلنتاني»... أنا متأكد من ذلك، ومتأكد أيضا بأن «سرايا باشا» لا يعلم بأن التكتل الشعبي لو أراد الاستحواذ على كرسي الرئاسة بأي ثمن لاستجوب رئيس الحكومة مباشرة، ولأسقط الحكومة خلال سبع عشرة ساعة وخمس وعشرين دقيقة وعشر ثوان، ولأدخل البلد في تأزيم من الدرجة الأولى. لكن هذا التصرف ليس من مبادئ «الشعبي» ولا من أدبياته، خصوصا وهو التكتل الذي لم يرشح أحدا من أعضائه أو المحسوبين عليه للوزارة. بل ونذكّر سرايا باشا بأن أحد أقطاب التكتل وهو النائب السابق وليد الجري رفض الوزارة إلا بشروط، بعكس بعض الشخصيات والتكتلات التي استماتت لتوزير أعضائها والمحسوبين عليها.
معلش يا سرايا، سبحان من لا يسهى. يبدو أنك سهيت أو نسيت أن تكتب عن حملة «نبيها خمس» التي يفترض أن تدرس في جامعات الوطن العربي في مادة «الحريات»، ونسيت أن تكتب عن بعض الباشوات أو المستشارين المصريين في الكويت الذين استعان بهم أصحابك الكوايتة لتوفير الغطاء القانوني لنهب البلد. (نقطة خارج الموضوع... نشيد بمدير عام البلدية السيد أحمد الصبيح الذي صرخ في وجوه الباشوات: «كفاية»، وأمر بإنهاء عقودهم جميعا... على رأسي يا الصبيح).
أيضا معلش يا سرايا، سبحان من لا ينسى. يبدو أنك نسيت بأن تكتب «المعارضة في الكويت معارضة بحق وحقيقي»، ونسيت أن تكتب بأن كبريات السرقات والمصائب التي مرت على الكويت كانت في الفترتين اللتين ألغيت فيهما الديموقراطية، ونسيت أن تكتب بأن سبب تراجع الكويت هو «الحكومة الكويتية»، وطريقة اختيار الوزراء، واعتمادها على مستشارين مصريين... معلش يا حبيبي يا سرايا، سبحان من لا ينسى.
بقيت نقطة واحدة يا سرايا باشا: أيه آخر أخبار القضية المرفوعة ضدك بخصوص «نهب المال العام» عندما كنت مديرا لمكتب الأهرام في جدة؟ وابقى طمّنا عليك يا أبا الديمقراطية... من الرضاع.
alwashi7i@yahoo.com [/SIZE]
http://www.alraialaam.com/04-06-2007/ie5/articles.htm#7