لا احد يفوته مواقف النائب السابق احمد الخطيب ومسيرته السياسية المتقلبة، من شقلبة الى دحرجة الى جمبزة، ومثله مثل المحترف الذي ينتشي بالنصر كلما ابهرت قدراته الجمهور وتعالى تصفيقهم، ولو وضع الخطيب انجازاته السياسية في كفة ميزان واخفاقاته في الكفة الاخرى لمال الميزان حتى الاعوجاج، فمن اخفاقات حركة القوميين العرب واندثارها الى الفشل المخزي للثورة الاشتراكية التي اكلت لحم البشر ودفنتهم وهم احياء، مرورا ببيع الشعارات والاوهام التي اثبتت الايام ان مصيرها مصير الطعام الفاسد عندما يتعفن!!
النائب السابق احمد الخطيب يتميز بخاصية فريدة من نوعها، خاصية تجعله يظن ان كل انجاز او نصر سياسي لابد وان يكون هو صانعه، والبقية كمبارس يدورون في فلك انتصاراته العظيمة، وكأن الكويت عقمت ان تنجب رجالا وطنيين احراراً يقودون ولايقادون، مع العلم، ونكرر، مع العلم، ان النائب الخطيب في الحياة السياسية لم يكن يشكل سوى صوت واحد من بين 50 صوتا هم عدد اعضاء مجلس الامة عبر تاريخه، وغيرهم الالاف من الناشطين السياسيين، فكيف يتوهم هو أو غيره أن هذا الصوت الواحد هو من يصنع لنا المواقف وهو وحده من يتصدى لتدمير الدستور، وهو الوحيد الذي احبط المؤامرات والمخططات التي تستهدف ديموقراطيتنا!
لهذا الكلام مناسبة، لن اخجل او اتردد في ذكرها، حتى استبق من سوف يشكك في فزعتي ويتهمني بالقبلية وغيرها من القاب اصبحت على قفا من يشيل هذه الايام، نعم انا عازمي وافتخر بقبيلتي، كما افتخر بوطنيتي واحمد الله على نعمته التي انعم بها علينا بوطن مثل الكويت، حماه ابناؤه من كل الطوائف والعوائل والقبائل، لم يكن اي منها ذليلا او منبوذا او مركونا بقرب الاحذية (اجلكم الله) كما يعتقد النائب السابق احمد الخطيب، او بالاصح، كما تخرف الذاكرة التي تحتاج الى من ينشطها بعد هذا العمر الطويل من الارهاق السياسي، وبعد ان اصبحت المذكرات شخبطة اقلام لاتعي ماتكتب ولاتتذكر سوى السراب من الاحداث، فقد خانت الخطيب ذاكرته وهو يتذكر قصة تنقيح الدستور اثناء مجلس الامة 1981، وزور في التاريخ المعلوم للجميع، وتبعه المطبلون من جماعة «معاهم معاهم، عليهم عليهم» واخذوا يرددون كالببغاوات ماتفوه به ويثنون عليه ويبوسون الخشوم والروس ويرمون العقل في مقالاتهم فرحا بما تلفظ به زعيمهم، دون ان يكلفوا انفسهم دقائق معدودات لتحري صدق هذه التخريفات، وللخطيب ولبواس الخشوم نقول ان مانفثتوه سيرد اليكم، سيرد بالوقائع لا التخريفات والاوهام وصنع البطولات الزائفة، ونربأ بالدكتور خالد الوسمي ان تلوك السنتكم سيرته بهذا الهراء والتدليس عليه وعلى قبيلته العوازم كما جاء في مذكرات الخطيب وماتفوه به بواس الروس من بعده، فالخطيب يقول من مذكراته: (ولكن العنصر الأهم الذي أسقط هذه التعديلات هو وجود د.خالد الوسمي والنواب العوازم السبعة الذين كانوا في المجلس، وهذه كانت المفاجأة الكبرى، في اجتماع لكتلة العوازم السبعة تم طرح الموضوع لاتخاذ موقف موحد بشأنه، هنا جاء دور د. خالد الوسمي ليذكّر المجتمعين بماضيهم القريب اذ قال: «لم تكن لنا نحن العوازم أية قيمة سياسية أو اجتماعية عند النظام في السابق، كنا نجلس في آخر مجالس النظام عند الباب بقرب الأحذية المركونة هناك، وكنا نذهب دائماً الى دواوينهم في أفراحهم وأتراحهم ولم نشاهد أي واحد منهم يردّ لنا التحية، وبعد صدور الدستور ودخولنا المجلس صرنا نتصدر مجالسهم وصاروا يأتون الى دواويننا وقت أفراحنا وأتراحنا، وصارت لنا قيمة سياسية واجتماعية وصار منا الوزراء والنواب، فاذا فرّطنا بالدستور فسوف نرجع الى الوضع البائس القديم، فعزّنا من هذا الدستور وحذار التفريط به»). ويكمل الخطيب قائلا: (لقد كان كلاماً صريحاً ومعبّراً عن الواقع الذي كان يسود الكويت، ليس بالنسبة للعوازم فقط بل أيضاً لبقية القبائل والناس العاديين في الكويت. وهنا اتفقوا على اخراج هذا القرار بطريقة هادئة وغير مثيرة حسب طبيعتهم الهادئة، وقرروا مقابلة الشيخ سعد العبدالله لابلاغه هذا القرار).
ويضيف الخطيب ويردد وراءه بواس الروس (ولما اجتمعوا به قالوا له: «أنت تعرف أننا معك دائماً ونحن مستعدون لتنفيذ كل ما تطلبه منا حتى لو طلبت منا أولادنا، ولكن لا يمكننا أن نعطيك شيئاً لا نملكه، فالدستور هو ملك أهل الكويت جميعاً ولا يمكننا أن نمسّه» وهكذا اختفى العدد (44) من النواب وأصبح (37) وكانت الضربة القاضية لمؤامرة تعديل الدستور).
أولا: الدليل على عدم صدق هذا الكلام ان العوازم لم يتسلم اي منهم الوزارة الا في عام 1985، أي بعد 4 أعوام من الحديث المزعوم والمنسوب للدكتور خالد الوسمي.
ثانيا: الدكتور خالد الوسمي لايقبل على نفسه ولا قبيلته ان يكون مكانه بقرب الاحذية عند ابواب الدواوين، وهو ابن عائلة عريقة كريمة يعرفها كل الكويتين ويعرفون دورها الوطني وهي محل فخر لنا، وهو ابن قبيلة عزيزة كريمة تترفع عن هذيان المهسترين والمخرفين، قبيلة لها دور كبير في نشأة وطننا العزيز، سكنت منذ القدم داخل اسوار الكويت وركب ابناؤها بحرها وساهم رجالها في نهضتها كما فعل اهل الكويت قاطبة، ولم تكن ابدا دخيلة على الكويت ولا طارئة حتى يقف رجالها بقرب الاحذية على ابواب دواوين النظام، فقبيلة العوازم عاشت تحت حكم الصباح ولاقت من رجالات النظام كل الاحترام والتقدير والحشيمة، وليس مجلس الامة هو من رفع مقدار العوازم، بل افعالهم وولاؤهم للكويت ونظامها هو مصدر فخرهم وعزتهم، والتاريخ يشهد احترام النظام لهذه القبيلة قبل صدور الدستور وبعد والى ان تقوم الساعة، ولو ان مجلس الامة هو من يرفع من شأن القبائل لعددنا قبائل كثيرة لاتمثل بمجلس الامة وهي محل احترام واعتزاز وفخر كل الكويتين، ولم ينقص عدم تمثيلها بالمجلس من قدرها ووطنيتها واحترام النظام والشعب لها، عدا طبعا الخطيب وبواس الروس الذين سينظرون لهذه القبائل نظرة مغايرة، فمقياس الوطنية والمكانة عندهم هو التمثيل بمجلس الامة!!
مواقف النواب عام 1982 عندما طرح موضوع تنقيح الدستور هي كالتالي، ونتمنى من الخطيب وبواس الروس ان تكون لديهم الجرأة للاعتذار علنا عن تدليسهم وتحريفهم للتاريخ، كما نتمنى على الدكتور خالد الوسمي ان يخرج عن صمته ويرد على تخريفهم لعل عقولهم تصحوا وتستقيم من الاعوجاج.
نواب موافقون على مبدأ تنقيح الدستور 22 نائبا هم:
-1 احمد فهد سليمان الطخيم
-2 جاسر خالد الجاسر الراجحي
-3 حزام فالح حزام الميع
-4 حمود ناصر العبدالله الجبري
-5 خالد النزال رشيد المعصب
-6 خالد عجران حسين العجران
-7 خلف دميثير عجاج العنزي
-8 صياح شايع صياح ابو شيبة
-9 عايض علوش الخميشى العازمي
-10 عبدالرزاق عبدالحميد الصانع
-11 عبدالكريم هلال الجحيدلي
-12 عيسى محمد ابراهيم المزيدي
-13 فايز حامد باتل البغيلي الرشيدي
-14 فلاح مبارك الحجرف
-15 مبارك عبدالله جاسم الدبوس
-16 محمد حبيب حسن بدر
-17 محمد حمد ناصر البراك
-18 محمد ضيف الله القحص العنزي
-19 مرضي عبدالله راضي الأذينة
-20 مطلق مزيد مطلق المسعود
-21 نايف عبدالله ابو رميه المطيري
-22 يوسف عبدالله محمد شاهين الغانم
نواب عارضوا مبدأ تنقيح الدستور 27 نائبا:
-1 احمد عبدالعزيز جاسم السعدون
-2 جاسم حمد العبدالله الصقر
-3 جاسم محمد سعود العون
-4 جاسم محمد عبدالمحسن الخرافي
-5 حمود حمد الصالح الرومي
-6 خالد جميعان سالم الجميعان
-7 خالد سلطان بن عيسى
-8 خالد ناصر الوسمي
-9 خليفة طلال محمد الجري
-10 راشد سيف راشد الحجيلان
-11 سالم عبدالله حمود الحماد
-12 صالح يوسف صالح الفضالة
-13 عبدالمحسن يوسف علي اسماعيل جمال
-14 عدنان سيد عبدالصمد احمد سيد زاهد
-15 عيسى ماجد صالح الشاهين
-16 فيصل بندر وطيان الدويش
-17 فيصل جاسم عبدالله القضيبي
-18 مبارك فالح رجعان راعي الفحماء
-19 محمد احمد الرشيد
-20 محمد سليمان محمد المرشد
-21 محمد يوسف عبدالوهاب العدساني
-22 مريخان سعد صقر العجمي
-23 مشاري جاسم مشاري العنجري
-24 مطلق محمد صعصيع الشليمي
-25 ناصر عبدالعزيز حسن صرخوه
-26 هادي هايف عبدالله الحويله العجمي
-27 هاضل سالم هاضل الجلاوي
هذا هو تصويت النواب على احالة التنقيح الى اللجنة التشريعية وقد مات الاقتراح داخل اللجنة بسبب الضغط الشعبي في ذلك الوقت، فأين هذا من كلام الخطيب الذي قال (وهكذا اختفى العدد 44 من النواب وأصبح (37) وكانت الضربة القاضية لمؤامرة تعديل الدستور) وهو يعني بذلك ان العوازم وعددهم 7 بعد ان سمعوا ماسمعوا من الوسمي، كما هلوس القلم، انتفضوا وانضموا للمعارضين فنقص العدد 7 واصبح 37، والتاريخ يشهد ان ثلاثة من النواب العوازم كانوا مع مبدا التنقيح و6 ضده، بما يعني ان النواب العوازم كانوا (9) !!! وليس 7 كما تقول «ذاكرة» الخطيب، نائبان عن الصباحية و2 عن السالمية و2 عن ام الهيمان وواحد عن الرميثية هو د. خالد الوسمي وواحد من الدسمة هو خالد الجميعان، وراشد الحجيلان من الفحيحيل، وهل بعد هذا يفيق الخطيب ويقضي باقي ايامه بعيدا عن الاوهام والتخيلات! وهل كل النواب المحترمين الذين عارضوا مبدا التعديل كان سبب معارضتهم هو انهم كانوا مركونين قرب الاحذية على ابواب دواوين النظام، فارادوا الخلاص من رائحة «النعال» بالاعتراض على تنقيح الدستور؟!!
ولانقول اخيرا الا، اللهم العفو والعافية، ولا شماتة!
الكاتب بدر الاصفر
الرابط : http://www.alwatan.com.kw/Writer Ar...4/Default.aspx?article_id=445355&AuthorID=834
ليس دفاعا عن قبيلتي اتحدث وانما وقفا للهدر التاريخي الذي يكيله هذا المتشدق بالوطنيه ولا اخفي القاريء انني قرأت الجزء الاول من مذكراته بعدما اتتني من بيروت لأقرأ تاريخ لا علاقه له بالواقع فكيف لهذه الحقائق التي مرت في تاريخنا ان تختفي ولا يبرز هذا المتوطن بالوطنيه حسن تفكيره وقيادته وكأن افكار عبدالناصر لا زالت تقبع في ذاكرته التي ضعفت .
السيد الوطني كما يقدم نفسه اثرانا بحكم برز جلها عندما تحدث عن فهد السالم وقصه قبضته له بالعقال والتي نسى شاهدنا على العصر ان هنالك من سوف يضحك على فكرته التي لا ينطبق عليها من المنطق الا الاختلاق فكيف لمن عرف بتجبره ان يرضخ للدكتور .
ثم شاهدنا عندما انتفضت ارمله الشيخ لتفضح حقائق لم نكن نعرفها .
قبيله العوازم لم تكن اقل من القبائل الاخرى وما يجري عليها هو ما يجري على كل القبائل في عقل الدكتور ولكن ذاكره الدكتور لم تكن سوى بحاجه الى تنشيط كما قال كاتبنا فقط وانما تحتاج (نتعه) كما السياره التي تعطلت بطاريتها واحتاجت الى التشغيل فالسيد الوطني لم يقرأ التاريخ ليؤرخه لم يكن يعلم ان نواب العوازم السبعه كما في مخيلته كانوا في ذلك المجلس تسعه ام انه استهوى تأليف التاريخ .
لا اعلم عن كميه الغضب التي سوف تأتي بعد هذا المقال ولكني اعي ان من وجد بالمجلس كما يدعي الخطيب لم يكن في مقدار اقل من الغضب للكويت ولابناء عمومته ولن يقبل ان يقال هذا الكلام عنه لانه معني بجمله القول .
هذا الكلام الذي اتي به الخطيب لم يكن سوى مخيله لصراع الطبقات الاشتراكي الذي يقبع في مخيلته ولم يكن اي بدوي كما يعتقد الخطيب يرضى ان يجلس بمجلس يهان به ولا قيمه له واتي الخطيب ليسبه للدكتور خالد الوسمي الذي كان جل اصوات التي اتته وادخلته لمجلس الامه هم ابناء قبيلته ولم تكن فكره الحزب والصوت الحركي هي المحرك لدخوله المجلس .
اذا كنا في مقاله تنقيح الدستور فيجب ان نعي ان مذكرات الخطيب هي في امس الحاجه الى التنقيح فبدلا ان يعي الكاتب ان الاصوات التي رفضت التنقيح هي 37 نكتشف انها 27 وان نواب العوازم السبعه كانوا لهم الفضل في نزول العدد من 44 نكتشف ان نواب العوازم تسعه ثلاثه منهم مع مبدأ التنقيح فيما سته اخرون ضد هذا المبدأ .
قد اكرر كلامي بأنني افتخر بقبيلتي كما الكاتب ولكن هذا الفخر يندرج ضمن مفهوم فخري بوطني فمفهوم الوطنيه كرسته القبائل قبل ان يأتي ذلك المؤرخ ضعيف الذاكره لننال منه صك الوطنيه فالقبائل التي يعنيها هذا الكاتب سطر وطنيتها وحصرها في مجلس الامه ولكن ليعي هذا الكاتب ان من اسس الكويت ودافع عنها لم يكونوا من المريخ بل هي القبائل التي استوطنت الكويت قبل ان تعلوا اركان الدوله والاماره وهي التي دافعت بالنفس والنفيس لتقبع هذه الدوله في المراكز الاولى بين الدول وان من خانته الذاكره يجب ان يفهم ان التاريخ ملك للجميع وليس له ان ينقح ويعدل به .
افتخر بقبيلتي وافتخر بوطني وافخر ان اجدادي ماتوا وهم يذودون عن حما الوطن وافتخر ان لي ارض اسكنها واستظل بظلها كما افتخر ان في صعاب الليالي لم اشكوا السماء على وطني ولم اكن مهاجرا باحثا عن وطن بل وجدت في وطني واموت في وطني كما مات اسلافي ، لان الوطن قطعه من الجسد لا تقل عن القلب واللسان والارجل فهي قطعها خلقها الله ليكمل الانسان جسمه بها وليعيش مطمئنا حاسر النفس عن الاخرين .
فكيف بك يا مؤرخ ان تسطر التاريخ في السياسه ولا تعي ان التاريخ ذكر ان الوطن هو مراح النفس والانفس .