رد الطارق
أظن أن الحلقة المفرغه يا زميلي هي إصرارك على أن الحكم لا يكون إلا بمعنى القضاء مع أن ما أوردته من تفاسير لم تذكرالقضاء فقط . يا زميليبكل وضوح المسألة فيغاية البساطة ، هل كلمة سلطان لا تأتي إلا بمعنى القضاء ؟! أي هل هي لا تأتي بمعنى السلطان مطلقا ؟! وهل هناك صارف لغوي أو معنوي لتفسير كلمة الحكم بالسلطان في أي فترة من الفترات ؟!
أرجو أن لا يكون الجواب يعتمد على فهمك ( أنت ) لروح العصر مع احترامي لك ولفهمك لكننا نحتكم للأدلة وليس لأفهامنا ( الآن على الأقل ) نريد دليلا يبعد صراحة معنى السلطان عن تفسير كلمة الحكم .
لأنه لو اعتمدنا على تفسيراتنا وفهمنا الشخصي لروح العصر شسيكون جوابي التالي : أن تفسير كلمة الحكم بمعنى السلطان أمر وارد لغويا غير ممنوع ، وأن ورود كلمة الحكم بمعنى القضاءلا يمنع ورودها بمعنى السلطان لانتفاءالتعارض ، وأن الصحابة فهمو الحكم على أنه السلطان فالنبي خوطب على أنه الحاكم بين المسلمين ( قال تعالى : ( واحكم بينهم بما أنزل الله ) على فهمك أنه ( اقض بينهم ) بالامورالقضائية البحته الجنايات وغيرها ، مع ان النبيلم يناديق أصحابه بأمير المؤمنين مثلا أو الوالي أو السلطان أو الإمام ، كما لم ينادوه بالحاكم أوالقاضي .
كان النبي هو السلطان وهو القاضي ، فلم يفصل المعنيين أصلا عن مهمام السلطان .
ثم أما كان النبي رئيس دولة ؟! إذا كان كذلك ففعله شرع وسنة تقتدى إذا فعله في رئاسة الدولة شرع إذن تصرفاته في الحكم شرع أي من الإسلام .
ثم مازلت للمرة الثالثة يا زميلي ولا أعلم لماذا لم تجب عتى الآن على ما سألتك بكل وضوح وها أنا أكرر السؤال :
يا زميلي وبناء على الحديث الشريف أن أول عرى الإسلام نقضا الحكم ، هل الذي انتقض في أول الأمر الحكم بمعنى السلطان على تفسيري أو الذي انتقض الحكم بمعنى القضاء على تفسيرك ؟! لا أظنك تقول أن الذي انتقض القضاء والكل يعلم أن أول انحراف أصاب الأمة كان انحرافا سياسيا بسبب الحكم أي السلطان .
ويا زميلي فرناس يقول الله تعالى في سورة يوسف : ( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ﴿39﴾ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآبآؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴿40﴾ ) فما معنى كلمة الحكم هنا ؟! هل هي القضاء ؟
تحياتي