السلام عليكم
لا أدري اين ذهب باقي الرد , لعلها مشكلة في النت أو شيء على العموم ها هو مرة ثانية
لا أدري اين ذهب باقي الرد , لعلها مشكلة في النت أو شيء على العموم ها هو مرة ثانية
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد...
أولا شكرا على الأسلوب الطيب والذي أرجو أن يستمر على هذا الحال في كل المناقشات , فلا داعي أبدا لإلقاء التهم والطعن في النيات بل ينبغي أن يكون الحوار هادئا سواء أراد صاحبه الحق أو لم يرد لأن هذه سمات الإنسان العاقل قبل أن يكون مسلما.
وكل إنسان إنما هو سفير عن أفكاره ومعتقداته , فليحسن كل إنسان سفارته.
بالنسبة للمسائل التي ذكرتها أقول
بالنسبة للمسألة الأولى وهي مسألة ما ثبت عندنا وما ثبت عندكم وهذه الأمر الذي ذكرته أولا اقول...
الأصل في المسلم أن يستدل ثم يعتقد , فإذا ثبت الدليل وجب الإعتقاد ولا عكس , وفي نفس الوقت ينبغي على المسلم أن يكون مستسلما لله تعالى بحيث أنه لو ظهر له في أي وقت خلاف ما يظنه أو يعتقده فإنه يغير إلى الصحيح لأن المسلم يدين الله تعالى بالصحيح وليس بالرجال , وكما يروى عن علي رضي الله عنه أنه قال ( اعرف الحق تعرف أهله ولا تعرف الحق بالرجال ) , ومن هنا فمسألة الثبوت وغيره تحتاج إلى دراسة وعلم حتى يُعلم هل المنهج الذي أتبعه في إثبات الحقائق سليم أم به خلل ...
ومشكلة الإختلاف بين المسلمين هو الإختلاف في "النسخ" إذا جاز التعبير أي نسخ الإسلام في عقولهم , وسبب هذا الخلاف هو في الأصل الخلاف في الأصول فإذا تأكدت من الأصول تأكدت من منهجية التثبت من الأخبار وهذا هام جدا جدا في مسألة الإثبات أو النفي للأقوال.
يتأكد هذا الأمر عندما أجد خلافا جوهريا في مسألة من المسائل التي تنتهي في آخر أمرها فتمس العقائد - كما سوف ابين إن شاء الله تعالى - فإذا كان هذا الإختلاف بهذه القوة الواضحة ينبغي على المسلم , أقول ينبغي ويجب على المسلم أن يتحرى الحق لأن في إتباع طريقة من هذه الطرق إنعطاف عن الطريق المستقيم , ولأضرب لك مثلا.
الطريق إلى السعودية يخالف الطريق إلى العراق , فإذا وقفت في مفترق الطرق وسألت عن الطريق إلى السعودية مثلا فقال لك إنسان من هنا أي إلى اليمين وقال لك الآخر لا هذا خطأ الطريق هو المعاكس تماما , فماذا أنت فاعل ؟ هل تتبع أي طريق أم تتحرى إلى أن تُجهد نفسك في التحري حتى تتأكد بما لا يدع للشك أنه الطريق المطلوب ...
وهذا هو المطلوب من المسلم لا سيما إن كانت الطرق متعاكسة تماما وكانت المسألة في غاية الأهمية كالقدح في الخليفة الأول للمسلمين والذي نزل في حقه نصوص من رب العالمين وخرجت من فم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , وقد قال تعالى ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها ) وتأمل لفظة سعيها الذي يدل على أن طريق الاخرة واحد وهو سعي مخصوص معلوم لابد للمسلم أن يسير عليه , ولم يقل رب العالمين سعي حتى لا يكون لكل مسلم سعي مخصوص به ولو خالف الطريق القويم , فكما قال ابن مسعود رضي الله عنه (( طريق جهنم مليء بالنيات الصالحة )).
بعد هذا التمهيد - الذي أرجو أن لا يكون مملا- أدخل في بعض النقاط واقول دعك الآن من الأدلة الثابتة في حق أبو بكر رضي الله عنه وبيان فضله , دعك من هذا كله وولكن من المهم أن تعلم أننا لا نقدس الشيخان بمعنى أننا نعبدهما أو نقدس اقوالهما بحيث أننا لا نخالف قولا لهما ولو كانوا مخطئين , هذا لا يصح ولم يقل به أحد من المسلمين , بل هما من أفضل الصحابة بل أفضلهما على الإطلاق وليس ذلك عن نسب إلا البذل في سبيل الله تعالى وبشهادة القرآن وشهادة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولأبين لك هذه المسألة بطريقة افضل اقول إن علماء الأصول اختلفوا في مسألة حجية قول الصحابي والرأي الراجح عندي والله أعلم أنه لا حجة في قول الصحابي إلا أن يكون إجماعا , أما قول الصحابي فهو ليس بحجة , وهذا يجعلك تفهم نظرة أهل السنة والجماعة في تناولهم لأقوال وأفعال الصحابة جميعا , فهو بشر يصيبون ويخطئون ولكنهم أفضل الأمة على الإطلاق لما بذلوه في سبيل نصرة الدين.
تخيل أنت رجالا تركوا بيوتهم واتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم , في وقت كان الذي يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم أمرا عجيبا يدعو للسخرية في نوادي قريش , أجعل الآلهة إلها واحدا ؟ كيف ذلك , أيريد أن يجعلنا نحن وعبيدنا سواء في الحقوق والواجبات ؟؟ وغير ذلك من الدعوة التي كانت متطرفة وإرهابية بالنسبة للمشركين في ذاك الحال و وكان الجميع يتحاشى حتى الوقوف مع أحد من المؤمنين الأوائل , واقرأ قصة إسلام أبو ذر رضي الله عنه وطريقة مشيه خلف علي رضي الله عنه حتى يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان هؤلاء الرجال أول من آمنوا , حتى في الوقت الذي كانت السخرية هي لذة حوارات السفهاء ناهيك عن كبراء مكة , وهؤلاء المشركين يبذلون كل شيء في مقابل تسفيه أمر الدعوة , فيذهبون إلى أبو بكر رضي الله محاولين أن يطعنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة الإسراء والمعراج فيغلق عليهم الباب بقوله : ( إن كان قال فقد صدق ) , ولا يسأل عن الكيفية أو غير ذلك فإن كان يصدق في أمر السماء فكيف لا يصدق في أمر مقبول عقلا غير معروف كنهه أو طريقته؟ , في هذا الوقت الشديد آمن رجال بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وتعرضوا للعذاب والإهانة من الأهل والأقارب قبل سفهاء مكة ومشركيهم ولكن هذا لم يثنيهم عن الإيمان والتوحيد.
فعل أهل مكة كل وسائل الإرهاب لصرف الناس عن دعوة الإسلام , فقالوا مجنون وقالوا ساحر وتتبعوا المسلمين الأوائل فضربوهم وأذلوهم وأهانوهم حتى وصل الأمر أن أخرجوهم من مكة إلى شعابها لمدة ثلاث سنوات أكلوا فيها أوراق الشجر ولكن أن تُزيل متاع الدنيا عند هؤلاء ولا تزيل ذرة من إيمانهم بعدما خرجوا من الكفر إلى الإيمان...
استعصت الحياة عليهم في المدينة فأذن الله تعالى للمسلمين للهجرة إلى الحبشة ثم إلى المدينة و وبدأ الناس المسلمين المؤمنين من رجال ونساء وأطفال بالفرار من دار العذاب إلى دار الإيمان , فسافروا أفرادا وجماعات واختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يسافر برفقة الصديق رضي الله عنه , والذي بكى من فرحته بهذا القرار حتى قالت إحدى بناته ما ظننت أن أحدا يبكي من الفرح.
لا أتكلم عن أحداث الهجرة وما كان فيها ولكن يكفي أن الله تعالى خلد هذا الموقف في كتابه العزيز الذي لا يأيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , أقول خلد الله تعالى هذا الموقف إلى يوم القيامة , فهو الوحيد الذي قال تعالى في حقه ( صاحبه ) بصفة خاصة.
لم يتخلف أبو بكر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في أي مشهد من المشاهد ولا في أي حرب من الحروب وكان النبي صلى الله عليه وسلم في كل الأمور التي يجتهد فيها ومنها مسألة أسرى بدر والتي نزل القرآن بخلاف الرأي فيها ...
وهذا الموضوع الذي أسترسل فيه لو ترك الإنسان لنفسه الزمام ما انتهى منها , ولكن أقول لك هل تحسب أن رجلا كهذا باع دنياه واشترى آخرته وأنفق في سبيل الله تعالى الغالي والنفيس واشترى العبيد المسلمين وأعتقهم في سبيل الله , وأنفق على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت كان غالب المسلمين في فقر وضيق وبذل كل هذا...
أقول هل تظن أن رجلا كهذا يأخذ حقا من ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ ابنة حبيبه الذي عاش معه كل حياته ولم يلبث بعده إلا سنتين فقط ومات عن نفس عمر النبي صلى الله عليه وسلم.
لماذا يأخذها وهو لم يعطي أي أحدا من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم أبدا لما ثبت عنده من النص , لماذا يأخذ هذه الأرض وفيما يستغلها إذا كان كل حياته كانت في غرفة ومات ولم يخلف إلا ثلاثة أشياء فقط هي ما تركه من الدنيا ( ابريق وسجادة وعباءة يستقبل بها الوفود حتى أن الخليفة الزاهد عمر رضي الله عنه الذي دخل بيت المقدس حافيا شق عليه أن يكون هذا ميراث خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم )
أتحسب بالمنطق العقلي أن هذا النوع من الناس الذي رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على المغارم والمشقات والمصاعب , بغضبون على حطام من حطام الدنيا ويتقاطعون ويتخاصمون إلى الممات ؟؟ أم أن الخلاف بينهم أمر طبيعي وأن هذا الخلاف قد ضخمتوه إلى أن اصبحت أصل يُتكأ عليه في مسألة الطعن على عدالة الخليفة الأول , كيف يمكن لإنسان أن يطعن على عدالة إنسان أو يجرحه بعدما عدله النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا ينطق عن الهوى , فهل يأتي إنسان عاقل ليقول لا يا رسول الله أنت كنت مخطئ في شأن الصديق والذي اتخذته خليلا طوال حياتك وأمرت أن يصلي بالمسلمين وأنت مريض ولم أحدا سواه , لقد أخذ ميراث ابنتك وظلم ابن عمك في أمر الخلافة الخلافة , أنت كنت مخطئ يا رسول الله!! هل يعقل مثل هذا الكلام.
بالطبع لا يعقل ولذلك فالصحيح هو ما ثبت أن هذه المسألة كان غضبة طارئة وكان الدليل مع الصديق ومن معه من الصحابة والذين ثبت عندهم النص بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم , وكل الأدلة التي استدلت بها فاطمة رضي الله عنها لا حجة فيها لأمور كثيرة , و الخلاف بين الصحابة مسألة واردة ولكنهم كانوا يقبلون من بعضهم البعض ولا يتقاطعون ولا يطعنون على عدالة بعض وإنما يعذر بعضهم بعضا ولا يتبع أحدهم إلا ما ظهر من الدليل.
إذا أراد الإنسان أن يظهر ظلم إنسان وآخر ويستدل عليه فعليه أن يظهر دوافعه في هذا الأمر , فما هي الدوافع لهذا الغصب على قولكم , فهل أخذها أبو بكر وضمها إلى نفسه ؟ لا بالطبع لقد مات فقيرا يسكن غرفة.
ما هو السبب المنطقي العقلي الذي يمكن أن يقتنع به إنسان في مسألة أرض فدك , لا يوجد سبب منطقي البتة , وكل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لم يرثوا أي شيء من أرض فدك , وإنما سار الصديق على نفس هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأرض وكذا فعل الفاروق وكذا فعل ذو النورين وكذا فعل الإمام علي رضي الله عنه , فلماذا تُلقى الملامة على الصديق؟
وإذا كان الصديق رضي الله عنه قد ظلم في هذه المسألة - وهذا لم يحدث - فكيف يسكت الصحابة المغاوير الاقوياء الذين لا يخافون أحدا إلا الله , وهم بعد أهل الكر والفر والجهاد , المتمرسين في قتال العرب والروم , كيف يقبلون بهذا الضيم الوضاح على قولكم.
ما الذي وعدهم به الصديق رضي الله عنه , لا شيء لا مغنم البتة بل على العكس فقد نشبت مسألة المرتدين وقسمهم الصديق رضي الله عنه إلى أحد عشر لواءا في سبيل مجاهدة العرب المنقلبين , فسارعوا جميعا إلى الجهاد وخمدت الفتنة والحمد لله.
إذا لا مغنم لهم بل مغرم , لأن الصحابة قد أهدفوا رقابهم وأعنقاهم للسيوف في مقابل إرساء كلمة التوحيد وليس في سكوتهم عن هذه المسألة إلا أنهم رأووا جميعا أن الحق في جانب منع الميراث لأنه طاعة لله تعالى وطاعة لرسوله.
إذا لا مغنم البتة سواء للصديق أو الفاروق أو للصحابة إلا اتباع الحق والدليل , فمن أراد أن يتهم الصديق بشيء فليتهم كل الصحابة رضي الله عنهم , وليتخيل أنهم هؤلاء - الألوف المؤلفة - قد اجتمعوا وتواطئوا على ظلم فاطمة رضي الله عنها وأرضاها !!! فهل هذا أيضا في العقل مقبول.
فضلا على أنه قد ثبت أن فاطمة رضي الله عنها قد رضيت وهدأت نفسها في هذه المسألة , وإن كان مراعاة غضب الله تعالى هو المطلوب لا أحد غيره ابدا ولذلك نادى النبي صلى الله عليه وسلم منذ أول الدعوة وهو يرسي قواعد العدل في المجتمع الإسلامي ( لو فاطمة بنت محمد قطعت لقطع محمد يدها )
أعتذر عن الإطالة , وإن لم يكن ثمة تعليق أو شيء أكمل إن شاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين
ها أنا اضعه مرة ثانية لعل النت يكون أفضل في هذه الحالة
ها أنا اضعه مرة ثانية لعل النت يكون أفضل في هذه الحالة